رئيس التحرير : مشعل العريفي

الصويان : نظرية "التطور" لاتنفي فكرة الخلق..وهذا سر الخلاف!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: أجاب الباحث والأكاديمي الدكتور سعد الصويان، على بعض النقاط الهامة حول النظرية التي طرحها وبالتحديد على سؤال هل تتنافى نظرية التطور التي طرحتها مع فكرة الخلق الإلهي؟، مشيرًا إلى أن الخلاف يبقى جوهريا بين ما قالته الكتب السماوية إن الخلق تم في ستة أيام، وبين ما تقوله النظرية إن الخلق استغرق ملايين، بل بلايين السنين.
وفي حواره مع "عكاظ " أكد الصويان أن نظرية التطور لا تنفي بالضرورة فكرة الخلق، موضحا أن الخلاف يتمحور بين رجال العلم ورجال الدين حول كيفية الخلق والمراحل التي تم بها؛ قائلا: "يبقى هذا الخلاف جوهريا بين ما قالته الكتب السماوية إن الخلق تم في ستة أيام، وبين ما تقوله النظرية إن الخلق استغرق ملايين، بل بلايين السنين"، مشيرًا إلى أن الإشكالية تقع في أننا بحكم العادة ننزلق دون أن نشعر في إسقاط حيثيات المخلوق على الخالق.

وأضاف الأكاديمي أن الإنسان كائن مادي يعيش محدوديات الزمان والمكان ويتعامل مع معطيات الحس، لكن الله أزلي ولا نهائي في قدرته ومنزه عن محدوديات الزمان والمكان وليس علمه وقدراته علم وقدرات الحواس والجوارح، وهذا هو المقصود بإثبات الصفات لله بلا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف، (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
وردا على سؤال كيف لنا أن نعرف حساب الزمن بساعاته وأيامه قبل وجود العالم المادي؟ قال إن "أيام الله أزلية وليست كأيامنا نحن، فهي لا تقاس بدورات كواكب المجموعة الشمسية وإنما بدورة هذا الكون اللا متناهي. مضيفا "طرفة عين في ذلك الزمن السرمدي الذي سبق الخلق قد تعادل ملايين السنين بمقاييس أزمان ما بعد الخليقة"، متابعا: "الزمان البشري يفترض وجود الحركة والحركة تفترض وجود المادة، ولا وجود للمادة قبل أن يخلق لله الكون. من هنا نستطيع فهم أيام لله التي يقول عنها (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)، وفي آية أخرى (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)".
وفيما يتعلق بالتعارض بين العلم والإيمان؟ قال الصويان: "إذا كنت تتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن وما ينفق من المليارات على المؤسسات التي تُعنى بهذا الشأن، مثل الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن، فكيف نقول إن العلم يتعارض مع الإيمان! وربنا حينما خلق الكون لا بد أنه خلقه وفق نظام، لأن الفوضى لا يمكن أن تفضى إلى شيء، مؤكدا أن قوانين الطبيعة هي النظام الذي يسير هذا الكون ويحكم حركته، وأن العلم هو اكتشاف هذه القوانين الطبيعية التي هي الآليات التي بها يسير لله الكون وما فيه من مخلوقات، وهي من آيات لله التي حثنا على تدبرها. كم وردت في القرآن عبارات أفلا يتدبرون، أفلا يتفكرون، أفلا يعقلون! متابعا: "أليس هذا حثا على التفكير والتدبر في ما وراء الظواهر البديهية ومعطيات الحس الشاخصة التي يتوقف عندها السذج من البشر"!.

arrow up